هدر

الهَدَرُ: ما يَبْطُلُ من دَمٍ وغيره. هَدَرَ يَهْدِرُ، بالكسر،
ويَهْدُر، بالضم، هَدْراً وهَدَراً، بفتح الدال، أَي بطل. وهَدَرْتُه
وأَهْدَرْتُه أَنا إِهْداراً وأَهْدَرَه السُّلْطانُ: أَبطله وأَباحه. ودماؤهم
هَدَرٌ بينهم أَي مُهْتَدَرَةٌ* قوله « أي مهتدرة» عبارة القاموس مهدرة
مبنياً للمفعول محذوف المثناة الفوقية. وتَهادَرَ القوم: أَهْدَرُوا
دماءهم. وذَهَبَ دَمُ فلان هَدْراً وهَدَراً، بالتحريك، أَي باطلاً ليس فيه
قَوَدٌ ولا عَقْلٌ ولم يُدْرَكْ بثأْره. وفي الحديث: أَن رجلاً عَضَّ يَدَ
آخرَ فنَدَرَ سِنُّه فأَهْدَرَه أَي أَبطله. وفي الحديث: من اطَّلَع في
دار بغير إِذن فقد هَدَرَتْ عينُه أَي إِنْ فَقَؤُوها ذهبت باطلةً لا
قصاص فيها ولا دية. وضَرَبَهُ فهَدَر سَحْرَه أَي أَسْقَطَه، وفي الصحاح:
ضَرَبَهُ فهَدَرَتْ رِئَتُه تَهْدِر هُدُوراً أَي سقطت.
والهَدْرُ والهادِرُ: الساقط؛ الأُولى عن كراع. وبنو فلان هَدَرَةٌ
وهِدَرَةٌ وهُدَرَةٌ: ساقطون ليسوا بشيء؛ قال ابن سيده: والفتح أَقيس لأَنه
جمع هادِرٍ فهو مثل كافر وكَفَرَةٍ، وأَما هِدَرَةٌ فلا يُكَسَّرُ عليه
فاعل من الصحيح ولا المعتل، إِلا أَنه قد يكون من أَبنية الجموع، وأَما
هُدَرَةٌ فلا يوافق ما قاله النحويون لأَن هذا بناء من الجمع لا يكون إِلا
للمعتل دون الصحيح نحو غُزاة وقُضاة، اللهمّ إِلا أَن يكون اسماً للجمع،
والذي روى هُدَرَةً، بالضم، إِنما هو ابن الأَعرابي وقد أُنْكِرَ ذلك
عليه. ورجل هُدَرَةٌ، مثال هُمَزة، أَي ساقط؛ قال الحُصَين بن بكير
الرَّبَعِيُّ:
إِني إِذا حارَ الجَبانُ الهُدَرَه،
رَكِبْتُ من قَصْدِ السَّبِيلِ مَنْجَرَه
والمَنْجَر: الطريق المستقيم. قال: وهو بالدال هنا أَجود منه بالذال
المعجمة، وهي رواية أَبي سعيد. قال ابن سيده: وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث؛
قال الأَزهري: هذا الحرف رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي بفتح الهاء
وهُدَرَة بضم الهاء وبُدَرَة، قال: وقال بعضهم واحد الهِدَرَةِ هِدْرٌ مثل
قِرْدٍ وقِرَدَةٍ، وأَنشد بيت الحصين بن بكير؛ وقال أَبو صخر الهذلي:
إِذا اسْتَوْسَنَتْ واسْتُثْقِلَ الهَدَفُ الهِدْرُ
وقال الباهلي في وقول العجاج:
وهَدَرَ الجَدُّ من الناسِ الهَدَرْ
فَهَدَرَ ههنا معناه أَهْدَر، أَي الجَدُّ أَسقط من لا خير فيه من
الناس. والهَدَرُ: الذين لا خير فيهم.
وهَدَرَ البعيرُ يَهْدِرُ هَدْراً وهَدِيراً وهُدُوراً: صَوَّتَ في غير
شِقْشِقَةٍ، وكذلك الحمام يَهْدِرُ، والجَرَّةُ تَهْدِرُ هَدِيراً
وتَهْداراً؛ قال الأَخطل يصف خمراً:
كُمَّتْ ثلاثَةَ أَحوال بِطِينَتِها،
حتى إِذا صَرَّحَتْ من بعدِ تَهْدارِ
وجَرَّةٌ هَدُورٌ، بغير هاء؛ قال:
دَلَفْتُ لهم بباطِيَةٍ هَدُور
الجوهري: هَدَرَ البعيرُ هدِيراً أَي رَدَّدَ صوته في حَنْجَرَتِه. وفي
الحديث: هَدَرْتَ فأَطْنَبْتَ؛ الهَدِيرُ: تَرَدُّدُ صوت البعير في
حنجرته، وإِبل هَوادِرُ، وكذلك هَدَّرَ تَهْدِيراً. وفي المثل: كالمُهَدِّرِ
في العُنَّةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للرجل يصيح ويُجَلِّبُ وليس وراء ذلك شيء
كالبعير الذي يحبس في الحظيرة ويمنع من الضِّرابِ، وهو يُهَدِّرُ؛ قال
الوليد بن عقبة يخاطب معاوية:
قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّى،
تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ فما تَرِيمُ
وجَرَّة النبيذ تَهْدِرُ، وهَدَرَ الطائر وهَدَلَ يَهْدِرُ ويَهْدِلُ
هَدِيراً وهَدِيلاً. الأَصمعي: هَدَرَ الغلام وهدَلَ إِذا صوّت. قال أَبو
السَّمَيْدَعِ: هَدَرَ الغلام إِذا أَراغَ الكلامَ وهو صغير. وجَوْفٌ
أَهْدَرُ أَي منتفخ. وهَدَرَ العَرْفَجُ أَي عَظُمَ نباتُه. والهادِرُ:
اللبنُ الذي خَثُرَ أَعلاه ورَقَّ أَسفله، وذلك بعد الحُزُور. وهَدَرَ
العُشْبُ هَدِيراً: كَثُرَ وتَمَّ. وقال أَبو حنيفة: الهادِرُ من العشب الكثيرُ،
وقيل: هو الذي لا شيء أَطول منه، وقد هَدَرَ يَهْدِرُ هُدُوراً. وأَرض
هادِرَة: كثيرة العشب متناهية. ابن شميل: يقال للبَقْلِ قد هَدَر إِذا بلغ
إِناه في الطُّول والعِظَمِ، وكذلك قد هَدَرَت الأَرضُ هَدِيراً إِذا
انتهى بقلها طولاً.
والهَدَّارُ: موضع أَو واد، وفي حديث مُسَيْلِمة ذكر الهَدَّار، هو بفتح
الهاء وتشديد الدال، ناحية باليمامة كان بها مولد مسيلمة. وقوله في
الحديث: لا تتزوّجنَّ هَيْدَرَةً أَي عجوزاً أَدبرت شهوتها وحَرارَتُها،
وقيل: هو بالذال المعجمة من الهَذْر، وهو الكلام الكثير، والياء زائدة. وأَبو
الهَدَّار: اسم شاعر؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
يَمْتَحِقُ الشيخُ أَبو الهَدَّارِ،
مثلَ امْتِحاقِ قَمَرِ السِّرارِ
الجوهري: هَدَرَ الشرابُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْداراً أَي غلى.

أضف تعليقك