متى

متَى: كلمة استفهامٍ عن وقت أَمر، وهو اسم مُغْنٍ عن الكلام الكثير
المُتناهي في البُعْدِ والطول، وذلك أَنك إِذا قلت متى تقومُ أَغْناكَ
ذلك عن ذكر الأَزْمِنة على بُعْدها، ومَتى بمعنى في، يقال: وضعته مَتى
كُمِّي أَي في كُمِّي؛ ومَتى بمعنى مِنْ؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ:
أَخْيَلَ بَرْقاً مَتى حابٍ له زَجَلٌ،
إِذا تَفَتَّرَ من تَوماضِه حَلَجا
(* قوله« أخيل برقاً إلخ» كذا في الأصل مضبوطاً، فما وقع في حلج وومض:
أخيل، مضارع أخال، ليس على ما ينبغي. ووقع ضبط حلجا بفتح اللام، والذي في
المحكم كسرها حلج يحلج حلجاً بوزن تعب فيقال حلج السحاب بالكسر يحلج
بالفتح حلجاً بفتحتين.)
وقضى ابن سيده عليها بالياء، قال: لأَن بعضهم حكى الإِمالة فيه مع أَن
أَلفها لام، قال: وانقلاب الأَلف عن الياء لاماً أَكثر. قال الجوهري:
مَتَى ظرف غير مُتَمَكِّن وهو سؤال عن زمان ويُجازى به. الأَصمعي: متى في لغة
هذيل قد يكون بمعنى مِن؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب:
شَرِبْنَ بماء البحرِ ثم تَرَفَّعَتْ
مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ، لَهُنَّ نَئِيجُ
أَي من لُجَجٍ؛ قال: وقد تكون بمعنى وسَط. وسمع أَبو زيد بعضهم يقول:
وَضَعْتُه متى كُمِّي أَي في وَسَط كُمِّي، وأَنشد بيت أَبي ذؤيب أَيضاً،
وقال: أَراد وسَطَ لُجَجٍ. التهذيب: متى مِن حروفِ المعاني ولها وُجُوه
شَتَّى: أَحدها أَنه سؤال عن وقتِ فِعْل فُعِلَ أَو يُفْعَلُ كقولك متى
فَعَلْتَ ومتى تَفْعَلُ أَي في أَي وقت، والعربُ تجازي بها كما تُجازي بأَيّ
فتَجْزِمُ الفِعْلين تقول مَتى تأْتِني آتِك، وكذلك إِذا أَدخلت عليها
ما كقولك متى ما يأْتِني أَخوك أُرْضِه، وتجيء متى بمعنى الاسْتِنكارِ
تقول للرجل إِذا حكى عنك فِعْلاً تُنْكِرُه متى كان هذا على معنى الإِنكار
والنفي أَي ما كان هذا؛ وقال جرير:
مَتى كان حُكْمُ اللهِ في كَرَبِ النَّخْلِ
وقال الفراء: متى يقَعُ على الوَقت إِذا قلْتَ متى دَخَلْتِ الدار فأَنت
طالق أَي أَيَّ وقت دَخَلْتِ الدار، وكُلَّما تقع على الفعل إِذا قلت
كلما دخلتِ الدار فمعناه كلَّ دَخْلَةٍ دَخَلْتِها، هذا في كتاب الجَزاء؛
قال الأزهري: وهو صحيح. ومَتى يَقَعُ للوقت المُبْهَم. وقال ابن
الأَنباري: متى حَرْفُ استفهام يُكْتَب بالياء، قال الفراء: ويجوز أَن تُكْتَب
بالأَلف لأَنها لا تُعْرَفُ فعْلاً، قال: ومَتى بمعنى مِنْ؛ وأنشد:
إِذا أقولُ صَحا قَلْبي أُتِيحَ لَه
سُكْرٌ مَتى قَهْوةٍ سارَت إِلى الرَّاسِ
أَي من قَهْوةٍ؛ وأَنشد:
مَتى ما تُنْكِروها تَعْرِفُوها
متى أَقْطارِها علق نفيت
(* قوله «علق نفيت» كذا في الأصل وشرح القاموس.)
أَراد من أَقطارها نفيت أَي منفرج؛ وأَما قول امرئ القيس:
مَتى عَهْدُنا بِطِعانِ الكُما
ةِ والمَجْدِ والحَمدِ والسُّودَدِ
يقول: متى لم يكن كذلك، يقول: تَرَوْنَ أَنَّا لا نُحْسِنُ طَعْنَ
الكُماةِ وعَهْدُنا به قريب؛ ثم قال:
وبَنْيِ القِبابِ ومَلْءِ الجفا
نِ، والنارِ والحَطَبِ المُوقَدِ

أضف تعليقك