صحا

الصَّحْوُ: ذهابُ الغَيْم، يومٌ صحوٌ وسَماءٌ صحوٌ، واليومُ
صاحٍ. وقد أَصْحَيا وأَصْحَيْنا أَي أَصْحتْ لنا السماء. وأَصحَت
السماءُ، فهي مُصْحِيةٌ: انْقَشَع عنها الغَيْم، وقال الكسائي: فهي صَحْوٌ قال:
ولا تَقُلْ مُصْحِيةٌ، قال ابن بري: يقال أَصْحَت السماء، فهي
مُصحِيَةٌ، ويقال: يومٌ مُصْحٍ. وصحا السَّكْرانُ لا غَيْرُ. قال: وأَما العاذِلة
فيقال فيها أَصحَت وصحَتْ، فيُشبَّه ذهابُ العَقْل عنْها تارةً بذهاب
الغَيم وتارة بذهاب السُّكْر، وأَما الإِفاقة عن الحُبِّ فلم يُسمَع فيه
إِلاَّ صحَا مثل السُّكْر؛ قال جرير:
أَتَصحُو أَم فؤَادُكَ غيرُ صاحِ؟
ويقال: صَحْوان مثلُ سكْران؛ قال الرحَّال وهو عمرو بن النعمان بنِ
البراء:
بان الخَليطُ، ولم أَكُنْ صَحْوانا
دَنفاً بزَيْنَبَ، لو تُريدُ هَوانا
والصَّحْوُ: ارْتِفاعُ النهارِ؛ قال سُوَيْد:
تَمْنَحُ المِرْآةَ وَجْهاً واضِحاً،
مثلَ قَرْنِ الشمس في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ
والصَّحْوُ: ذَهابُ السُّكْرِ وتَرْكُ الصِّبا والباطلِ. يقال: صَحَا
قلبهُ. وصَحا السكرانُ من سُكْرِه يَصْحُو صَحْواً وصُحُوّاً، فهو صاحٍ،
وأَصْحَى: ذَهَب سُكْرُه، وكذلك المُشْتاقُ؛ قال:
صُحُوَّ ناشِي الشَّوْقِ مُسْتَبِلِّ
والعرب تقول: ذَهَبَ بين الصَّحْوِ والسَّكْرَةِ أَي بين أَنْ يَعْقِلَ
ولا يَعْقِلَ. ابن بُزُرْج: من أَمثالهم يريدُ أَن يأْخذَها بين
السَّكْرَةِ والصَّحْوَةِ، مَثلٌ لطالبِ الأَمْرِ يَتجاهَلُ وهو يعلم.
والمِصْحاة: جامٌ يُشْرَبُ فيه. وقال أَبو عبيدة: المِصْحاة إناءٌ، قال:
ولا أَدرِي من أَيِّ شيءٍ هو؛ قال الأَعشى:
بكَأْسٍ وإبْرِيقٍ كأَنّ شَرابَهُ،
إذا صُبَّ في المِصْحاةِ، خالَطَ بَقَّمَا
وقيل: هو الطاسُ. ابن الأَعرابي: المِصْحاةُ الكَأْسُ، وقيل: هو القَدَح
من الفِضةِ؛ واحْتَجَّ بقول أَوْسٍ:
إذا سُلّ مِن جَفْنٍ تَأَكَّلَ أَثْرُه،
على مِثل مِصْحاةِ اللُّجَين، تأَكُّلا
قال: شَبَّهَ نَقاءَ حَديدة السيفِ بنَقاءِ الفِضةِ. قال ابن بري:
المِصْحاةُ إناءٌ مِن فِضةٍ قد صَحَا من الأَدْناسِ والأَكْدارِ لِنقاءِ
الفِضةِ؛ وقي النهاية في تَرْجَمَة مَصَحَ: دَخَلَتْ عليه أُم حَبيبةَ وهو
مَحْضُورٌ كأَنَّ وجهَه مِصحاةٌ.

أضف تعليقك