دأي

الدَّأْيُ والدُّئيُّ والدِّئيُّ: فِقَر الكاهِلِ والظَّهْرِ،
وقيل: غَراضِيفُ الصَّدْرِ، وقيل: ضُلُوعه في مُلْتَقاهُ ومُلْتَقَى الجَنْب؛
وأَنشد الأَصمعي لأَبي ذؤيب:
لها من خِلالِ الدَّأْيَتْين أَرِيجُ
وقال ابن الأَعرابي: إنَّ الدَّأَيات أَضْلاع الكَتِف وهي ثلاث أَضلاع
مِنْ هُنا وثلاث من هُنا، واحِدتُه دَأْية. الليث: الدَّأْيُ جمع
الدَّأْيَةِ وهي فَقار الكاهِل في مُجْتَمَع ما بين الكَتِفَيْن من كاهِل البعير
خاصّة، والجمع الدَّأَياتُ، وهي عِظامُ ما هُنالِكَ، كلُّ عَظْمٍ منها
دأْية. وقال أَبو عبيدة: الدَّأَياتُ خَرَزُ العُنُق، ويقال: خَرَزُ
الفَقار. وقال ابن شميل: يقال للضِّلَعَيْن اللتَيْن تَلِيانِ الواهِنَتَيْن
الدَّأْيَتان، قال: والدَّئيُّ في الشَّراسيفِ هي البَوَاني الحَراني
(*
قوله «الحراني» هي في الأصل بالراء وانظر هل هي محرفة عن الواو والأصل
الحواني يعني الأضلاع الطوال). المُسْتَأْخِراتُ الأَوْساطُ من الضلوع، وهي
أَرْبَع وأَرْبَع، وهُنَّ العُوجُ وهن المُسَقَّفات، وهي أَطْولُ
الضّلُوعِ كُلِّها وأَتَمُّها وإليها ينتفخ الجوف. وقال أَبو زيد: لم يَعْرِفُوا،
يعني العرَب، الدَّأَياتِ في العُنُقِ وعَرَفُوهُنَّ في الأَضْلاع، وهي
ستُّ يَلِينَ المَنْحر، من كلِّ جانِبٍ ثلاثٌ، ويقال لِمَقادِيمِهِنّ
جَوانِحُ، ويقال لِلَّتَيْن تَلِيان المَنْحَرَ ناحِرَتان؛ قال أَبو منصور:
وهذا صواب؛ ومنه قول طرفة:
كأَنَّ مَجَرَّ النِّسْعِ، في دَأَياتِها،
مَوارِدُ من خَلْقاء في ظَهْر قَرْدَدِ
وحكى ابن بري عن الأَصمعي: الدُّئيُّ، على فُعُولٍ، جمع دَأْيَةٍ
لِفَقارِ العُنُق.
وابنُ دَأْيَةَ: الغُراب، سمي بذلك لأَنه يقع على دأْية البَعير
الدَّبِرِ فيَنْقُرها؛ وقال الشاعر يصف الشَّيْب:
ولمَّا رأَيتُ النِّسْرَ عَزَّ ابنَ دَأْيَةٍ،
وعَشَّشَ في وَكْرَيْهِ، جاشَتْ له نَفْسي
والدَّأْيَة: مُرَكَّبُ القِدْحِ من القَوْس، وهما دَأْيَتانِ
مكْتَنِفَتا العَجْسِ من فوقُ وأَسْفَلَ.
ودَأَى له يَدْأَى دَأْياً ودَأْواً إذا خَتَلَه. والذِّئْبُ يَدْأَى
لِلْغَزال: وهي مِشْيَةٌ شبِيهةً بالخَتْلِ. ودَأَوْتُ له: لغة في دَأَيْت.
ودَأَوْتُ له: مثل أَدَيْتُ له؛ قال:
كالذِّئْب يَدْأَى للغَزالِ يَخْتِلُهْ
ودأَى الذِّئْبُ للْغَزال يَدْؤُو دَأْواً لِيأْخُذَه مثل يَأْدُو: وهو
شبيه المُخاتَلَة والمُراوَغَة. والدَّأْيُ والدَّأْيَةُ من البعير:
المَوْضِعُ الذي يقعُ عليه ظَلِفَة الرَّحْلِ فيَعْقِرهُ، ويُجْمَع على
دَأَياتٍ، بالتحريك وجَمْعُ الدَّأْيِ دَئيٌّ مثلُ ضَأْنٍ وضَئينٍ ومَعْزٍ
ومَعيزٍ؛ وقال حُمَيْد الأَرْقط:
يَعَضُّ منها الظَّلِفُ الدَّئِيّا
عَضَّ الثُقافِ الخُرُصَ الخَطِّيَّا

أضف تعليقك