ثغب

      التعليقات على ثغب مغلقة

الثَّغْبُ والثَّغَبُ، والفتح أَكثرُ: ما بَقِيَ من الماءِ في بطنِ
الوادي؛ وقيل: هو بَقِيَّةُ الماءِ العَذْبِ في الأَرض؛ وقيل: هو
أُخْدُودٌ تَحْتَفِرهُ الـمَسايِلُ من عَلُ، فإِذا انْحَطَّتْ حَفَرَتْ أَمثالَ
القُبورِ والدِّبار، فيَمْضي السَّيْلُ عنها، ويُغادِرُ الماءَ فيها، فتُصَفِّقُه الرِّيحُ ويَصْفُو ويَبْرُد، فليس شيءٌ أَصْفَى منه ولا أَبْرَدَ، فسُمِّيَ الماءُ بذلك المكانِ. وقيل: الثَّغَبُ الغَدِيرُ يكون في ظلِّ جَبَل لا تُصِيبُه الشمس، فيَبْرُد ماؤُه، والجمع ثِغْبانٌ مثل شَبَثٍ وشِبْثانٍ، وثُغْبانٌ مثل حَمَل وحُمْلان. قال الأَخطل:
وثالثةٍ من العَسَل الـمُصَفَّى، * مُشَعْشَعةٍ بثِغْبانِ البِطاح
ومنهم من يرويه(1)
(1 قوله «ومنهم من يرويه إلخ» هو ابن سيده في محكمه كما
يأتي التصريح به بعد.) بثُغْبانٍ، بضم الثاءِ، وهو على لغة ثَغْبٍ،
بالاسكان، كعَبْدٍ وعُبْدانٍ. وقيل: كلُّ غَدِيرٍ ثَعْبٌ، والجمع أَثْغابٌ
وثِغابٌ. الليث: الثَّغَبُ ماءٌ، صار في مُسْتَنْقَعٍ، في صَخْرَةٍ أَو
جَهْلةٍ، قليلٌ. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: ما شَبَّهْتُ ما غَبَرَ من الدنيا إِلا بثَغْبٍ قد ذَهَبَ صَفْوُه وبَقِيَ كَدَرُه. أَبو عبيد:
الثَّغْبُ، بالفتح والسكون: الـمُطْمَئِنُّ من المواضع في أَعلى الجبل، يَسْتَنْقِعُ فيه ماءُ المطر. قال عَبيدٌ:
ولقد تَحُلُّ بها، كأَنَّ مُجاجَها * ثَغْبٌ، يُصَفَّقُ صفْوُه بِمُدامِ
وقيل: هو غَديرٌ في غَلْظٍ من الأَرضِ، أَو على صَخْرة، ويكون قليلاً.
وفي حديث زياد: فُثِئَتْ بِسُلالةٍ من ماء ثَغْبٍ. وقال ابن الأَعرابي: الثَّغَبُ ما استَطال في الأَرض مـما يَبْقَى مِن السَّيْل، إِذا انْحَسَر يَبْقَى منه في حَيْدٍ من الأَرض، فالماءُ بمكانِه ذلك ثَغَبٌ. قال: واضْطُرَّ شاعر إِلى إِسْكان ثانِيه، فقال:
وفي يَدي، مِثْلُ ماءِ الثَّغْبِ، ذُو شُطَبٍ ، * أَنِّي بِحَيْثُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمِرُ
شَبَّه السيفَ بذلك الماءِ في رِقَّتِه وصَفائه، وأَراد لأَني. ابن
السكيت: الثَّغْبُ تَحْتَفِرُه الـمَسايِلُ مِن عَلُ، فالماءُ ثَغْبٌ، والمكانُ ثَغْبٌ، وهما جميعاً ثَغْبٌ وثَغَبٌ. قال الشاعر:
وما ثَغَبٌ، باتَتْ تُصَفِّقُه الصَّبا، * قَرارةَ نِهْيٍ أَتْأَقَتْها الرَّوائِحُ
والثَّغَبُ: ذَوْبُ الجَمْدِ، والجمعُ ثُغْبانٌ. وأَنشد ابن سيده بيت
الأَخطل: بثُغْبان البطاح. ابن الأَعرابي، الثُغْبان: مَجاري الماء، وبين كلِّ ثَغْبَيْنِ طَريقٌ، فإِذا زادتِ المِياهُ ضاقتِ المسالِكُ، فدَقَّتْ،
وأَنشد:
مَدافِعُ ثُغْبانٍ أَضَرَّ بها الوَبْلُ