الفاء من الحروف الـمَهْمُوسةِ ومن الحروف الشَّفَوِية.
الفاء: حرف هجاء، وهو حرفٌ مَهْمُوسٌ، يكون أَصلاً وبَدلاً ولا يكون
زائداً مصوغاً في الكلام إِنما يُزاد في أَوَّله للعطف ونحو ذلك.
وفَيَّيْتُها: عَمِلتها. والفاء من حروف العطف ولها ثلاثة مواضع: يُعطَف بها
وتَدلّ على الترتيب والتعقيب مع الإِشْراك، تقول ضَرَبْت زَيْداً
فعَمْراً، والموضِع الثاني أَن يكون ما قبلها علة لما بعدها ويجري على العطف
والتعقيب دون الإِشراك كقوله ضَرَبه فبكى وضَرَبه فأَوْجَعَه إِذا كان الضرب
عِلَّةَ البُكاء والوَجَع، والموضع الثالث هو الذي يكون للابتداء وذلك في
جواب الشرط كقولك إِنْ تَزُرْني فأَنْتَ محسِن، يكون ما بعد الفاء
كلاماً مستأْنَفاً يعمل بعضه في بعض، لأَن قولك أَنتَ ابْتِداء ومُحْسِن خبره،
وقد صارت الجملة جواباً بالفاء وكذلك القول إِذا أَجبت بها بعد الأَمْر
والنَّهْي والاستفهام والنَّفْي والتَّمَنِّي والعَرْض، إِلاَّ أَنك تنصب
ما بعد الفاء في هذه الأَشياء الستة بإضمار أَن، تقول زُرْني فأُحْسِنَ
إِليك، لم تجعل الزيارة علة للإِحسان، ولكن قلت ذلك مِن شأْني أَبداً
أَنْ أَفعل وأَن أُحْسِنَ إِليك على كل حال. قال ابن بري عند قول الجوهري،
تقول زُرْني فأُحْسِنَ اليك: لم تجعل الزيارة علة للإِحسان؛ قال ابن بري:
تقول زُرْني فأُحْسِن إليك، فإِن رفعت أُحْسِنُ فقلت فأُحْسِنُ إِليك لم
تجعل الزيارة علة للإِحسان.
من مصدر آخر:
الفاء الحرف العشرون في الترتيب الهجائي العربي، والسابع عشر في ترتيب الأبجدية العربية، ويساوي عدديًا الرقم (80) في حساب الجُمَّل. وهو الحرف الثالث والعشرون في الترتيب الصوتي القديم عند الخليل والرابع عند ابن جني، والرابع في الترتيب الصوتي الحديث عند أغلب علماء الصوتيات المعاصرين.
الصفات الصوتية. الفاء صوت أسنانيّ شفويّ احتكاكيّ مهموس، ينطق بوضع أطراف الثنايا العليا على الشفة السفلى بصورة تسمح للهواء بالنفاذ من خلالها ومن خلال الثنايا. والفاء من الحروف القمرية؛ تظهر معه لام (أل) التعريف نطقًا وكتابةً، مثل: الفضل.
الاستخدامات النحوية. حرف الفاء من حروف المعاني العاملة فيما بعدها، وتأتي في الابتداء كما في أول قوله تعالى: ﴿ فإذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون﴾ غافر: 68 .وتأتي الفاء عاطفة، فتفيد الترتيب والتعقيب مثل: درس فنجح، وجاء محمد فعَلِيّ، وتأتي حرفًا زائدًا مثل: علي فلا تؤخره. وتأتي للاستئناف مثل: سافر فليتني ودعته. وتأتي حرفًا رابطًا للجواب مثل: إن تأكل فلا تكثر، وقوله تعالى: ﴿ فأما اليتيم فلا تقهر﴾ الضحى: 9 ، وتأتي للسببية فتنصب المضارع بعدها مثل قوله تعالى: ﴿ ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تَبْسُطها كلَّ البسط فَتَقْعُدَ ملُومًا محسورًا﴾ الإسراء: 29 .
الصفات الكتابية. حرف الفاء من الحروف المعجمة (المنقوطة) بنقطة فوق دائرتها في كل أوضاعها، وتكتب في خط النسخ، مفردة هكذا: ف، في مثل: خاف ومتصلة بما قبلها هكذا: ــف، في مثل: يخيف، ومتصلة بما بعدها هكذا: فـ في مثل: فجر، ومتصلة بما قبلها ومابعدها هكذا: ـفـ، في مثل: صفر.